فصل: قال النسفي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال ابن عباس: السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم الأيدي والأرجل فيقول الله تعالى لصاحب تلك النفس {لقد كنت في غفلة من هذا} أي من هذا اليوم في الدنيا {فكشفنا عنك غطاءك} أي الذي كان على قلبك وسمعك وبصرك في الدنيا {فبصرك اليوم حديد} أي قوي ثابت نافذ تبصر ما كنت تتكلم به في الدنيا.
وقيل: ترى ما كان محجوبًا عنك وقيل نظرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتك وسيئاتك {وقال قرينه} يعني الملك الموكل به {هذا ما لدي} أي عندي {عنيد} أي معد محضر.
وقيل: يقول الملك هذا الذي وكلتني به من بني آدم قد أحضرته وأحضرت ديوان عمله {ألقيا في جهنم} أي يقول الله تعالى لقرينه وقيل هذا أمر للسائق والشهيد {كل كفار} أي شديد الكفر {عنيد} أي عاص معرض عن الحق معاند لله فيما أمره به.
{منّاع للخير} أي للزكاة المفروضة وكل حق وجب عليه في ماله {معتد} أي ظالم لا يقر بتوحيد الله {مريب} أي: شاكّ في التوحيد {الذي جعل مع الله إلهًا آخر فألقياه في العذاب الشديد} يعني النار {قال قرينه} يعني الشيطان الذي قيض لهذا الكافر {ربنا ما أطغيته} قيل: هذا جواب لكلام مقدر وهو أن الكافر حين يلقى في النار يقول: ربنا أطغاني شيطاني فيقول الشيطان ربنا ما أطغيته أي ما أضللته وما أغويته {ولكن كان في ضلال بعيد} أي عن الحق فيتبرأ منه شيطانه وقال ابن عباس: قرينه يعني الملك يقول الكافر الكافر ربِّ إن الملك زاد عليّ في الكتابة فيقول الملك ربنا ما أطغيته أي ما زدت عليه وما كتبت إلا ما قال وعمل ولكن كان في ضلال بعيد أي طويل لا يرجع عنه إلى الحق {قال} الله تعالى: {لا تختصموا لدي} أي لا تعتذروا عندي بغير عذر وقيل هو خصامهم مع قرنائهم {وقد قدمت إليكم بالوعيد} أي بالقرآن وأنذرتكم على ألسن الرسل وحذرتكم عذابي في الآخرة لمن كفر {ما يبدل القول لدي} أي لا تبديل لقولي وهو قوله: {لأملأن جهنم} وقضيت عليكم ما أنا قاضٍ فلا يغير قولي ولا يبدل وقيل معناه ولا يكذب عندي ولا يغير القول عن وجهه، لأني علام الغيوب وأعلم كيف ضلوا وهذا القول هو الأولى يدل عليه أنه قال ما يبدل القول لدي ولم يقل ما يبدل قولي {وما أنا بظلام للعبيد} أي: فأعاقبهم بغير جرم.
وقيل: معناه فأزيد على إساءة المسيء أو أنقص من إحسان المحسن.
قوله: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت} بيان لما سبق لها من وعد الله تعالى إياها أنه يملؤها من الجنة والناس وهذا السؤال من الله تعالى لتصديق خبره وتحقيق وعده {وتقول} يعني جهنم {هل من مزيد} يعني تقول قد امتلأت ولم يبق في موضع لم يمتلئ فهو استفهام إنكاري.
وقيل: هو بمعنى الاستزادة.
وهو رواية عن ابن عباس.
فعلى هذا يكون السؤال وهو قوله: {هل امتلأت}؟ قبل دخول جميع أهلها فيها.
وروي عن ابن عباس: «إن الله تعالى سبقت كلمته لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين فلما سيق أعداء الله إليها لا يلقى فيها فوج إلا ذهب فيها ولا يملؤها شيء فتقول ألست قد أقسمت لتملأني فيضع قدمه عليها فيقول هل امتلأت؟ فتقول قط قط قد امتلأت وليس من مزيد» (ق) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العرش- وفي رواية رب العزة- فيها قدمه فيزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط بعزتك ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقًا فيسكنهم فضول الجنة»
{وأزلفت الجنة} أي قربت وأدنيت {للمتقين} أي الذين اتقوا الشرك {غير بعيد} يعني أنها جعلت عن يمين العرش بحيث يراها أهل الموقف قبل أن يدخلوها {هذا ما توعدون} أي يقال لهم الذي وعدتم به في الدنيا على ألسنة الأنبياء {لكل أواب} أي رجاع عن المعصية إلى الطاعة.
قال سعيد بن المسيب: هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب.
وقيل: هو الذي يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها.
وقيل: هو التواب، وقال ابن عباس: هو المسيح.
وقيل: هو المصلي {حفيظ} قال ابن عباس الحافظ لأمر الله وعنه هو الذي يحفظ ذنوبه حتى يرجع عنها ويستغفر منها وقيل: حفيظ لما استودعه الله من حقه.
وقيل: هو المحافظ على نفسه المتعهد لها المراقب لها.
وقيل: هو المحافظ على الطاعات والأوامر {ومن خشي الرحمن بالغيب} أي خاف الرحمن فأطاعه وإن لم يره وقيل: خافه في الخلوة بحيث لا يراه أحد إذا ألقى الستر أغلق الباب {وجاء بقلب منيب} أي مخلص مقبل على طاعة الله {ادخلوها} أي يقال لأهل هذه الصفة: ادخلوا الجنة {بسلام} أي بسلامة من العذاب والهموم.
وقيل: بسلام من الله وملائكته عليهم وقيل: بسلامة من زوال النعم {ذلك يوم الخلود} أي في الجنة لأنه لا موت فيها.
{لهم ما يشاؤون فيها} وذلك أنهم يسألون الله حتى تنتهي مسألتهم فيعطون ما سألوا ثم يزيد الله عبيده ما لم يسألوا مما لم يخطر بقلب بشر وهو قوله تعالى: {ولدينا مزيد} وقيل: المزيد، هو النظر إلى وجهه الكريم قيل: يتجلى لهم الرب تبارك وتعالى في كل جمعة في دار كرامته فلهذا هو المزيد.
قوله تعالى: {وكم أهلكنا قبلهم} أي قبل كفار مكة {من قرن هم أشد منهم بطشًا} يعني سطوة والبطش الأخذ بصولة وعنف {فنقبوا في البلاد} أي ساروا وتقلبوا في البلاد وسلكوا كل طريق {هل من محيص} أي فلم يجدوا لهم محيصًا أي مهربًا من أمر الله وقيل: لا يجدون لهم مفرًا من الموت بل يموتون فيصيرون إلى عذاب الله وفيه تخويف لأهل مكة لأنهم على مثل سبيلهم {إن في ذلك لذكرى} أي إن فيما ذكر من إهلاك القرى تذكرة وموعظة {لمن كان له قلب}.
قال ابن عباس: أي عقل.
وقيل: له قلب حاضر مع الله واعٍ عن الله {أو ألقى السمع} أي استمع القرآن واستمع ما يقال له لا يحدث نفسه بغيره {وهو شهيد} أي حاضر القلب ليس بغافل ولا ساه.
قوله تعالى: {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب} أي إعياء وتعب قال المفسرون نزلت في اليهود حيث قالوا: خلق الله السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام أولها الأحد وآخرها الجمعة ثم استراح يوم السبت واستلقى على العرش فلذلك تركوا العمل فيه فأنزل الله تعالى هذه الآية ردًا عليهم وتكذيبًا لهم في قولهم استراح يوم السبت بقوله تعالى: {وما مسنا من لغوب}.
قال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره: والظاهر أن المراد الرد على المشركين والاستدلال بخلق السموات والأرض وما بينهما فقوله: {وما مسنا من لغوب} أي ما تعبنا بالخلق الأول حتى لا نقدر على الإعادة ثانيًا كما قال الله تعالى: {أفعيينا بالخلق الأول} الآية وأما ما قاله اليهود ونقلوه من التوراة فهو إما تحريف منهم أو لم يعلموا تأويله وذلك أن الأحد والاثنين أزمنة مستمرة بعضها بعد بعض فلو كان خلق السموات والأرض ابتدىء يوم الأحد لكان الزمان قبل الأجساد والزمان لا ينفك عن الأجساد فيكون قبل خلق الأجسام أجسام لأن اليوم عبارة عن زمان سير الشمس من الطلوع إلى الغروب وقبل السموات والأرض لم يكن شمس ولا قمر لكن اليوم قد يطلق ويراد به الوقت والحين وقد يعبر به عن مدة الزمان أي مدة كانت قوله: {فاصبر على ما يقولون} الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أي: اصبر يا محمد على ما يقولون أي من كذبهم فإن الله لهم بالمرصاد وهذا قبل الأمر بقتالهم {وسبح بحمد ربك} أي صلِّ حامدًا لله {قبل طلوع الشمس} أي صلاة الصبح {وقبل الغروب} يعني صلاة المغرب.
قال ابن عباس: صلاة الظهر والعصر.
{ومن الليل فسبحه} يعني صلاة المغرب والعشاء.
وقيل: يعني صلاة الليل أي وقت صلى {وأدبار السجود} قال عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وغيرهما: أدبار السجود الركعتان بعد المغرب، وأدبار النجوم الركعتان قبل صلاة الفجر.
وهي رواية عن ابن عباس.
ويروى مرفوعًا عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدًا منه على ركعتي الفجر» (م) عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها» يعني بذلك سنة الفجر، عن ابن مسعود، قال: «ما أحصى ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل صلاة الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد» أخرجه الترمذي وقال حديث غريب.
وقيل: في قوله وأدبار السجود: التسبيح باللسان في أدبار الصلوات المكتوبات (خ) عن ابن عباس قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسبح في أدبار الصلوات كلها يعني قوله وأدبار السجود (م).
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين وحمد الله ثلاثًا وثلاثين وكبر الله ثلاثًا وثلاثين فذلك تسعة وتسعون ثم قال: تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر» (خ) عنه «أن فقراء المسلمين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم فقال وما ذاك؟ قالوا صلوا كما صلينا وجاهدوا كما جاهدنا وأنفقوا من فضول أموالهم وليست لنا أموال قال أفلا أخبركم بأمر تدركون به من كان قبلكم وتسبقون من جاء بعدكم ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله تسبحون في دبر كل صلاة عشرًا وتحمدون عشرًا وتكبرون عشرًا».
قوله تعالى: {واستمع يوم يناد المناد} يعني استمع يا محمد حديث يوم ينادي المنادي.
وقيل: معناه انتظر صيحة القيامة والنشور.
قال المفسرون: المنادي هو إسرافيل يقف على صخرة بيت المقدس فينادي بالحشر فيقول: يا أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء، وهو قوله تعالى: {من مكان قريب} قيل: إن صخرة بيت المقدس أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلًا وقيل: هي في وسط الأرض.
{يوم يسمعون الصيحة بالحق} أي الصيحة الأخيرة {ذلك يوم الخروج} أي من القبور {إنا نحن نحيي} أي في الدنيا {ونميت} يعني عند انقضاء الأجل {وإلينا المصير} أي في الآخرة وقيل: تقديره نميت في الدنيا ونحيي للبعث وإلينا المصير بعد البعث {يوم تشقق الأرض عنهم سراعًا} أي يخرجون سراعًا إلى المحشر وهو قوله تعالى: {ذلك حشر علينا يسير} أي هين {نحن أعلم بما يقولون} يعني كفار مكة في تكذيبك {وما أنت عليهم بجبار} أي بمسلط تجبرهم على الإسلام إنما بعثت مذكرًا وذلك قبل أن يؤمر بقتالهم {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} أي ما أوعدت به من عصاني من العذاب قال ابن عباس: «قالوا يا رسول الله لو خوفتنا فنزلت: فذكر بالقرآن من يخاف وعيد» أي عظ بالقرآن من يخاف وعيدي والله أعلم بمراده. اهـ.

.قال النسفي:

سورة ق:
الكلام في {ق والقرءان المجيد بَلْ عَجِبُوآ}.
كالكلام في {ص والقرءان ذِى الذكر بَلِ الذين كَفَرُواْ} سواء بسواء لالتقائهما في أسلوب واحد.
والمجيد ذو المجد والشرف على غيره من الكتب ومن أحاط علمًا بمعانيه وعمل بما فيه مجد عند الله وعند الناس.
وقوله: {بَلْ عَجِبُواْ} أي كفار مكة {أَن جَاءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ} أي محمد صلى الله عليه وسلم إنكار لتعجبهم مما ليس بعجب وهو أن ينذرهم بالمخوف رجل منهم قد عرفوا عدالته وأمانته، ومن كان كذلك لم يكن إلا ناصحًا لقومه خائفًا أن ينالهم مكروه، وإذا علم أن مخوفًا أظلهم لزمه أن ينذرهم فكيف بما هو غاية المخاوف وإنكار لتعجبهم مما أنذرهم به من البعث مع علمهم بقدرة الله تعالى على خلق السماوات والأرض وما بينهما، وعلى اختراع كل شيء وإقرارهم بالنشأة الأولى مع شهادة العقل بأنه لابد من الجزاء؟ ثم عول على أحد الإنكارين بقوله: {فَقال الكافرون هذا شيء عَجِيبٌ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا} دلالة على أن تعجبهم من البعث أدخل في الاستبعاد وأحق بالإنكار.
وضع الكافرون موضع الضمير للشهادة على أنهم في قولهم هذا مقدمون على الكفر العظيم، وهذا إشارة إلى الرجع.
و(إذا) منصوب بمضمر معناه أحين نموت ونبلى نرجع.
{مِتْنَا} نافع وعلي وحمزة وحفص {ذلك رَجْعُ بَعِيدٌ} مستبعد مستنكر كقولك (هذا قول بعيد) أي بعيد من الوهم والعادة.
ويجوز أن يكون الرجع بمعنى المرجوع وهو الجواب، ويكون من كلام الله تعالى استبعادًا لإنكارهم ما أنذروا به من البعث، والوقف على {ترابا} على هذا حسن، وناصب الظرف إذا كان الرجع بمعنى المرجوع ما دل عليه المنذر من المنذر به وهو البعث {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأرض مِنْهُمْ} رد لاستبعادهم الرجع لأن من لطف علمه حتى علم ما تنقص الأرض من أجساد الموتى وتأكله من لحومهم وعظامهم كان قادرًا على رجعهم أحياء كما كانوا {وَعِندَنَا كتاب حَفِيظٌ} محفوظ من الشياطين ومن التغير وهو اللوح المحفوظ، أو حافظ لما أودعه وكتب فيه {بَلْ كَذَّبُواْ بالحق لَمَّا جَاءَهُمْ} إضراب أتبع الإضراب الأول للدلالة على أنهم جاءوا بما هو أفظع من تعجبهم وهو التكذيب بالحق الذي هو النبوة الثابتة بالمعجزات في أول وهلة من غير تفكر ولا تدبر {فَهُمْ في أَمْرٍ مَّرِيجٍ} مضطرب.
يقال: مرج الخاتم في الإصبع إذا اضطرب من سعته فيقولون تارة شاعر وطورًا ساحر ومرة كاهن لا يثبتون على شيء واحد.
وقيل: الحق القرآن.
وقيل: الإخبار بالبعث.
ثم دلهم على قدرته على البعث فقال: {أَفَلَمْ يَنظُرُوآ} حين كفروا بالبعث {إِلَى السماء فَوْقَهُمْ} إلى آثار قدرة الله تعالى في خلق العالم {كَيْفَ بنيناها} رفعناها بغير عمد {وزيناها} بالنيرات {وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ} من فتوق وشقوق أي أنها سليمة من العيوب لا فتق فيها ولا صدع ولا خلل {والأرض مددناها} دحوناها {وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رواسي} جبالًا ثوابت لولا هي لمالت {وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ} صنف {بَهِيجٍ} يبتهج به لحسنه {تَبْصِرَةً وذكرى} لنبصر به ونذكر {لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} راجع إلى ربه مفكر في بدائع خلقه.
{وَنَزَّلْنَا مِنَ السماء مَاءً مباركا} كثير المنافع {فَأَنبَتْنَا بِهِ جنات وَحَبَّ الحصيد} أي وحب الزرع الذي من شأنه أن يحصد كالحنطة والشعير وغيرهما {والنخل باسقات} طوالًا في السماء {لَّهَا طَلْعٌ} هو كل ما يطلع من ثمر النخيل {نَّضِيدٌ} منضود بعضه فوق بعض لكثرة الطلع وتراكمه أو لكثرة ما فيه من الثمر {رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ} أي أنبتناها رزقًا للعباد لأن الإنبات في معنى الرزق فيكون {رِزْقًا} مصدرًا من غير لفظه، أو هو مفعول له أي أنبتناها لرزقهم {وَأَحْيَيْنَا بِهِ} بذلك الماء {بَلْدَةً مَّيْتًا} قد جف نباتها {كذلك الخروج} أي كما حييت هذه البلدة الميتة كذلك تخرجون أحياء بعد موتكم لأن إحياء الموات كإحياء الأموات، والكاف في محل الرفع على الابتداء.